السـلام عليكُم ورحمة الله وبركآتُه
كيف أنتُم ؟، عسى أن تكُونوا بألف خير
في الحقيقة، لستُ ممن يمتلكُون صبراً على كتابة القصص -.-
ولذلك أعلم بأن هذه المحاولة فاشلة جداً، فلا تتأملُوا كثيراً
سأكون سعيدة حقاً أن وجدتُم لي مواطِن الخلل فيها،
لا شَيء يحمله على المسير والوجَع في قدميه يتزايِد
فرمَى جسدَه على أقرب رصيف غير آبهٍ بمصِير لباسه الأنيق
تمر الكثير من الفتيات بالجُوار فيطيلُون الحديث عنه،
وملامحَه خلقَت في قلُوب الشباب بعضاً من البغض تجاهه . . وكل هذا ما عناه
وفي جوف هذا الضجيج يحمَل هاتفَه ثمين السعِر، ويطِيل النظر لخلفية الجهاز مبتسماً
وكأن شيئاً خُلق في داخله، نهض كرجلٍ جديد ينفض عن ملابسه التراب،
وبحركة ملؤها الثقة حرك بيده بعض الشعر الحريري الذي يغطِي وجهه
لم يأخذ منه أمداً طويلاً بعدها ليصِل لتلك الحفلَة المقامَة بأحدى أكبر القصُور في المدينة
استجمَع أنفاسه المضطربَة ودخل محاولاً أن يثير كل الإنتباه إليه
صمتٌ يكسو القاعة ويكسره بعدها الكثير من الأحاديث الجانبية التِي ما أحتاج الكثير لتخمينهَا
وعيناه تجولان بحثاً عن شخصٍ ما
وفي خضم بحثَه تظهَر إمرأة لا تقلُ عنه جمالاً
بفستانٍ لا يخفَى عن العين غلاء سعره ودقة صنعِه
تشكُر الحضُور على شرف تواجدهُم بمناسبَة ميلاد ابنها الثاني عشر،
وبجوارها يقفُ فتى يبان على محياه الجمال الذي ورثه منها والنعِيم الذِي عاش فيه
تتلألأ عينا الرجل وهُو ينظِر للفتى الذِي تبدو آمارات الفتُوة عليه،
ثم نهضَ ليهنِي الفتَى بتعابير سعيدَة ما اعتادَت أن تظهَر على وجهه،
وتلك المرأة الجميلَة تشِيح ببصرها بعيداً، والكثير من الحضُور يتبادلُون النظرات بينهُم بفضُول . .
وتمضِي الحفلة بنظراتٍ متبادلة وأحاديث قصيرة بين الفتى والرجِل
وكأنهُم يحاولُون حفظَ أكبر كم من الصُور للأيام القادمَة . .
وينتهِي اللقاء وفِي قلُوبهم غصَة من قصِره
عاد الرجُل مشياً على الأقدام لبيته البعِيد الواقِع في منتصف حيٍ فقير،
ورمى بجسدِه المنهك على سريره المتهالِك،
محاولاً أن يخفِي دمعاً أبا إلا أن يسيل، وأن يوقف ذكرى أبت إلا أن تعُود، ولا يستطِيع لهما رداً
- ما الذي تعنِيه بأنك أفلست !؟
يتردد صُوت من قديم ذكرياته في عقله، حينما أخبر زوجتَه عن ما آلت إليه شركتُه كثيرة الفرُوع
من نهايةٍ ما أستطاع لها رداً، متأملاً منها أن تبقَى بجانبِه كما كان وعدهما في أيام لذة سكر الحب
كما حسبها، وما علم أي نوعٍ من النساء تزوج، فقد رأت بأن المال أثمن من كل هذه الوعُود
والعهُود الثمينة بينهما، وبأن ابنهما المحبوب أعلى قدراً من أن يعيش مع أبٍ فقير . . ورمت بكل
ما كان بينهما في سبيل المظاهر.
فتح الرجل عيناه ونظره تغشاه الدمُوع الكثيرة متأملاً بيته الصغِير،
ومحفظته الفارغة بجانبه، فما بقِي من رواتبه القليلة شيء في سبيل الظهُور كفردٍ من الطبقَة الغنية
وصرخ بغصةٍ حزينة :
- تباً لزمن جعل الأبوة غالية الثمن . .